كنا نسكن في بلدة صغيرة عندما ولد أخي بعمر 7 أشهر وعاش لساعات قليلة فقط في
الحاضنة المخصصة للأطفال الخدج في المستشفى وللأسف نفذ الاوكسيجين في الحاضنة نظراً
لإنقطاع مفاجئ في التيار الكهربائي ولم تكن الممرضة آنذاك متنبهة لذلك فمات مختنقاً
بعد فوات الأوان ولو أنها تركته خارج الحاضنة لعاش، حزن أبي عليه كثيراً ودفنه قرب
منزلنا حيث كان الولد البكر، وبعدها بفترة سمعت صوتاً كأن هناك شيئاً ينبش في الأرض
من تحت شباك الغرفة ، كان الصوت يصدر من نفس المكان بالضبط الذي دفن فيه أخي،
وعندما أخبرت أمي بما أسمعه حاولت أن تهدأني رغم أنها لم تسمع ما أسمع ، ثم تعودت
على الصوت الذي تكرر على مدى ثلاثة أيام كنت خلالها أسمع صهيل حصان !وفي اليوم
الرابع الذي تلى حلمت أو رأيت حصاناً يتوهج بلون أبيض ناصع وكانت عينيه متلألئة
كأنها مصنوعة من الماس أزرق جميل و له جناحان أبيضان كبيران ، كان يعلو من جانب
النافذة وكنت أنظر إليه بخوف ، فأوحى لي أنها ستكون آخر ليلة أسمع فيها صوته أو
أراه لأنني أصبحت أميز الخير من الشر.
التجربة الثانية - العمر :24 سنة
تقدم لشاب لخطبتي وكنت مقتنعة به إلا أن أبي منعني عنه وحبسني في المنزل فكنت انتهز
فرصة نيامهم بالليل وأكلمه سراً عبر الهاتف الخليوي وأنا جالسة في خزانة الملابس
خوفاً من أن لا يكتشفني أحد، وفي إحدى الليالي اتفقت معه على أن يأتي مع جماعة
لخطبتي ويضع والدي تحت الأمر الواقع فأخبرني بأنه سيتصل مرة أخرى لكي يحدد لي ذلك
اليوم اليوم وفعلاً رن الهاتف وبينما كنت ذاهبة لأتناوله بيدي سمعت صوت حصان يعدو
من أمامي ويشتد صوته مباشرة جانبي ويخف عندما يعدو بعيداً ويعود مجدداً ليمر من
أمامي ، دب الذعر في قلبي وفي لحظة ضعف رغبت في التخلي عن كل الأمر إلا أن حبي له
كان قوياً فتمالكت أعصابي وتناولت الهاتف على الرغم من أن صوت الحصان في أذني كان
قوياً فخفت وعدوت باتجاه الدرج خوفاً من أن يستيقظ أهلي على صوت عدو الحصان فتحدث
كارثة ، ولما كلمته عن صوت الحصان ضحك وقال لي:"أعيدي الهاتف وسننهي هذه المهزلة ،
أعتقد أنك تتوهمين أموراً بسبب حالتك النفسية ، على أية حال أنا سآتي غداً
لمنزلكم". وفعلاً أصبح خطيبي وتزوجنا من بعدها.
التجربة الثالثة - العمر: 32 سنة
انتقلت بعد زواجي إلى مدينة أكبر ، وفي مساء أحد الأيام وبعد أن أنهيت أعمال المنزل
كنت على وشك تغيير ملابسي فخلعت القسم العلوي فغبت عن الوعي فجأة واستمر ذلك للحظات
شعرت خلالها بأنني أهوي من مكان عال وقلبي يخرج من أسفل مكان بجسدي كما كانت أنفاسي
تتقطع ، حدث هذا وانا أقف مقابل الجهة التي اعتاد أن ينام فيها زوجي في السرير
المزودج وعندما رجعت لوعيي بعد تلك الغيبوبة العنيفة والقصيرة جداً ضممت بلوزتي
التي لازالت في يدي إلى صدري بشكل عفوي كأنني أستر نفسي ثم رأيت مخلوق أبيض ناصع
بدا لي أنه طفل بعمر سنتين او ثلاث رغم أنه كان يشع بياضاً ولم تكن ملامحه واضحة ،
كانت يداه وأقدامه مكتنزة ورأسه كبير بالمقارنة مع جسمه كما هو رأس الطفل ، وبعد أن
لاحظت تحرك شيء تحت الغطاء قفز بسرعة فائقة نحو الأرض إلى درجة سمعت صوت صرير
السرير ، كان يقفز بعقب إحدى قدميه واستمر في قفزة أخرى كأنه يطير نحو باب الغرفة
(يبعد السرير مسافة متر ونصف عن باب الغرفة) فركضت وراءه للإمساك به عندما دخل
مسرعاً أمام باب الغرفة الثانية المخصصة لبناتي الإثنتين ومن حسن الحظ أنهما لم
تكونا بداخلها ذلك الوقت، ومما أدهشني أنه دخل باب الغرفة على غير العادة التي يدخل
فيها أي شخص عادي بل لاحظت تشكل بوابة في وسط الباب كأنها بوابة من هواء ساخن أو
دوامة مائية دخل منها بقدمه ثم بجسمه ثم بقدمه الأخرى وكان آخر ما دخل منها أطراف
أصابعه وعندها أغلقت البوابة وكأن شيئاً لم يكن جلست مذهولة احاول فهم ما رأيت
واقنعت نفسي بانني اهذي ولم أخبر أحداً بعدها لئلا يتهمني بالجنون.
ترويها السيدة أ.ف (32 سنة)