أنواع الأحلام
هناك ثلاثة أنواع عامة مما يراه النائم يمكن التمييز بينها:
1- حديث النفس أو أضغاث الأحلام :
و هو ما عبر عنه القرآن الكريم في سورة يوسف عليه السلام ، في قول الله عز و جل : بسم الله الرحمن الرحيم {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44)}.
و هي الأحلام المختلطة ، العشوائية ، غير المنتظمة ، التي ليس لها سياق واضح ، فهي تفريغ لأحاسيس الإنسان و انعكاس لمشاعره و آلامه و آماله و مخاوفه و عقده النفسية و أفكاره الشاغلة و غير هذا من خبايا العقل الباطن ، و لا يتذكرها الإنسان كثيراً و لا يكون لها عادة تأثير كبير على حالته المزاجية و هي أشبه بالتخاريف ، و قد عبر القرآن الكريم عن مثل هذا المعنى في ذكره لافترائات الكافرين على النبي المعصوم محمد صلى الله عليه و سلم و على القرآن الكريم ، في قول الله عز و جل : بسم الله الرحمن الرحيم {بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ } (5) سورة الأنبياء.
2- الحلم أو الكابوس :
و هو في الأصل من الشيطان الرجيم و قد يكون أحياناً بسبب مشكلة نفسية. و أحد أهم علامات الحلم هو أنه محزن أو مخيف لأن الشيطان الرجيم – أحزنه الله – يكره الإنسان و بخاصة المؤمن كراهية شديدة و يريد أن يراه حزيناً. و كذلك يستخدم الشيطان الموسيقى و الأغاني في الأحلام كآداة من أدواته في مضايقة الإنسان و تغيير حالته المزاجية إلى الحزن أو الفجور أو غير ذلك ، و بصفة عامة فإن الأصل في سماع كل صوت آلة موسيقية ذات نغم في المنام هو أنه من عمل الشيطان و ليس برؤيا ، و مع ذلك فقد ترد الموسيقى في الرؤيا أحياناً للدلالة على معاني الشرور و الهموم ، أما الغناء أو الأغنية – دون أنغام موسيقية – فهو احتمالي فقد يكون حلماً و قد يكون رؤيا ، و كذلك آلات الإيقاع مثل الطبول و الدفوف احتمالي أيضاً فقد يكون حلماً و قد يكون رؤيا. و الله الأعلم بالصواب. و كذلك فإن الاحتلام ليس برؤيا.
3- الرؤيا الصادقة :
و هي من الله سبحانه و تعالى ، و هي رسالة منه عز و جل لعبده بكيفية مخصوصة لحكمة مخصوصة و المجال في هذه المشاركة لا يتسع لذكر كل شيء بخصوصها. و لكن عموماً فإن كل الأشخاص الدينيين المؤمنين المسلمين (كالأنبياء و الصديقين مثلاً) أو الأمور الدينية الإسلامية ( كآيات القرآن الكريم أو المساجد مثلاً) رؤى بإذن الله سبحانه و تعالى. و أي ذكر لله عز و جل في المنام فهي رؤيا قاطعة محققة بإذن ربها العلي الكريم. و الرؤيا عادة ما تتكون من أشياء يعرفها الإنسان و يألفها تجتمع معاً في شكل أو سياق لا يعرفه الإنسان أو يألفه كأن يرى شخص مثلاً نفسه يمشي على الماء ، فالماء معروف و المشي معروف و لكن اجتماعهما معاً غير معروف ، أو كأن يرى الشخص مثلاً أبيه طبيباً (و هو ليس كذلك في الواقع) فهو يعرف أبيه و يعرف الطبيب و لكنهما لا يجتمعان معاً في الواقع هكذا في شخص واحد. و الرؤيا يتذكرها الإنسان جيداً و يشعر أن لها معنى و قد تظل في ذهنه لسنوات طويلة لا ينساها أبداً بحسب أهميتها.