اسطوره المقبره
كانت العربه تتخبط اثناء سيرها وسط زحام القاهره المعتاد والجميع داخل العربه مستسلم لزحمه السير عدا انا والسائق الذي يرغب في توصيل الزبائن وحينما توقفت العربه في احد الاشارات قفذت في ذهني فكره مجنونه وهي ان اترجل من العربه واختصر الطريق وسط المقابر للوصل الي السيده زينب فلم يتبقي من اجازه الجيش سوي 20 ساعه وسوف اعود الي المعانه ثانيا لذلك قفذت من العربه سريعا وفي اقل من دقائق كانت قدامي تقودني الي طريق المقابر واليل يسدل ستائره ونبيح الكلاب في اذني والرياح العتيه وضباب الشتاء يجعل الرؤيه شبه منعدمه ، كنت اسير وسط الطريق وحدي وشواهد القبور تحيط بي من كل جانب وقشعريره تسير في جسدي وفي لحظه جاء صوت سيده عجوز ينادي علي
( يادفعه ) كان ملابسي العسكري تميزني ولكن تجمدت الدماء في عروقي وتحولت يدي الي قطعه من الثلج لم اتوقع ان اجد احد هنا وعندما نظرت الي اليسار وجت سيده عجوز تجلس القرفصاء وامامها حمل ثقيل فذهبت اليها في خطوات ترتعد في بدايه الامر لم اري وجهها جيدا في الظلام وهي لم ترفع رأسها لي ولكنها قالت
( ارفع لي الحمل حتي اضعه علي رأسي ) وعندما اقتربت من الحمل ونظرت الي قدميها كاد ان يتوقف قلبي من هول المنظر لقد كانت قدميها اقدام ماعز وشعرت ان جسدي ينطفض من هول المنظروسمعت صوتها كالرعد في أذني وهي تضحك فرفعت رأسي انظر اليها فوجت عينان حمروان مثل الدم ووجه مثل الجمجمه وشعر ابيض طويل مجعد ومسكت يدي بقوه وصرخت في وجهي بصوت كالرعد
( انت لي ايها الجندي ) ودفعتني بعيدا عنها وسقط علي الارض واشتعلت من حولي حلقه من النار فأغمت عيني وصرخت صرخه كاد ان يفزع منها الاموات وبعد لحظات نظرت حولي وجدت الطريق اصبح صحراء متراميه الاطراف والضباب كثيف وامطار غزيره كان الطريق امامي بلا نهايه ومن خلفي بلا نهايه واخذت نفسا عميقآ ولم اشعر بشئ سوي اني اركض وسط الصحراء حتي ظهر لي في الافق مجموعه من البشر يرتدون السواد لم يظهر منهم شيء فهرولت نحوهم وعندما اقتربت سقطت الملابس السوداء وظهرت العجوز مره اخري ولكن هذه المره كانت اكثر من شخص فتوقفت وصرخت في وجهها ( ماذا تريدين )
اجابتني بصوت عزب هادئ ( انت حبيبي لقد احببتك منذ الصغر انا وانت سنكتب اول قصه حب بين انسي وجنيه ) شعرت ان صوتي انحبس في حلقي وحاولت الرقد ولكن قدمي لم تسعفني وسقط علي الارض واغمض عيني للحظات وعندما نظرت حولي كان الظلام دامس لم اري شيئ والارض رطبه والهواء خانق ورائحه عفنه تملئ المكان فأخرجت قداحتي انظر حولي فأجد نفسي في احضان قبر وظهرت لي فجأه امراءه شابه في غايه الجمال عاريه تماما لها وجه مثل البدر وعندما اقتربت منها تحولت الي نفس السيده العجوز وضحكت ضحكه شيطانيه وقالت لي ( انا استطيع ان اظهر لك في اي شكل تريده انت استطيع ان اكون شديده الجمال ولكن لاتهرب مني ابدا لان غضبي عنيف ) حاولت ان اقراء القرأن ولكن ذاكرتي لم تسعفني ولساني لم يساعدني وبعد معركه داميه مع ذاكرتي نطقت وقرأت وكلما اقراء عليها القرأن كانت تتضائل حجما ويحمر وجهها حتي افرغت مالدي من ايات وانفجرت هي في صرخه كصرخه الموت واشتعلت امام عيني واغمت عيني لحظات وعندما نظرت حولي وجدت نفسي امام طريق المقابر كما كان الحال بي قبل ان اري تلك الجنيه وجسدي ينتفض رعبآ مما حدث ودرجه حرارتي ارتفعت كثيرا و انهمرت في بكاء حار حتي وصلت المنزل . وهذه هي كانت اول مره لي اري فيها الجان واتحدث معهم ولكنها لم تكن الاخيره
اسمي رامي شبل خريج كليه الاعلام