عام 2006 انتشر خبر الاختفاء الغامض لـ زهور الحارثي وهي فتاة سعودية تبلغ من العمر 14 عاماً تناولت قصتها صحيفتي المدينة و عكاظ والعديد من المنتديات على الانترنت حيث اشتهرت الفتاة بلقب "فتاة الباحة"، غابت الفتاة لمدة عام وثمانية أشهر منذ اختفائها بتاريخ 4 أبريل 2006 وعثر عليها في 6 نوفمبر 2007 بعد 7 مكالمات كشفت مكانها وعادت لأسرتها.تحدثت زهور الحارثي عن مخلوقات غريبة كانت تتولى إطعامها ! وبعد العثور على الفتاة تنفس والدها العم سعيد الحارثي الصعداء ولم تسعه الفرحة وهو يتحدث لـ «عـكاظ» عبر الهاتف من منزله في سبت العلايا بعد ان انتقلت اليها اسرته. يقول الحارثي: نحمد الله كثيراً عن عودة فلذة كبدي «زهور» كما نحمده وقد قطعت عودتها دابر الشائعات التي دارت حول ابنتي، وما كان يقال ويتردد في هذا الشأن كانت وساوس شيطان.. لأن زهور ابنتي غابت بغير ارادتها بعد ان تلبستها الجان.
حوادث اختفاء سابقة
زهور فتاة شابة تعيش في احدى قرى الباحه وهي قريه صغيرة ومتواضعة وهي من عائله معروفه في تلك القرية.يصف المقربون منها شخصيتها بالقول أنه ربما كانت منطوية وغامضة في بعض الأحيان والبعض الأخر يقول ان لديها حالة نفسية ، وفي يوم من الأيام وفي حالة ذهول من عائلتها و أقاربها اختفت (زهور) عن منزلها وسار أهلها يبحثون عنها دون جدوى وحتى أنهم أبلغو الجهات المختصه بأمر ابنتهم واختفائها المفاجئ ولكنهم لم يتمكنوا من إيجادها وماهي إلا ثلاثة أيام حتى عثر عليها أهلها بعد أن أفقدتهم صوابهم . وبعد حادثة الاختفاء الأول لاحظ أهلها أن ابنتهم تحمل علامات المس من الجن ، عندما تكلم الجن على لسانها وأخبرهم بأنه من أكبر ملوك الجان و أنه يحب "زهور" حباً جماً ولن يستطيع أحد في هذا الوجود إخراجه منها وأنه سيعود لها لاحقاً "، اندهش أهل الفتاه وحزنوا حزناً شديداً على ابنتهم وقرروا أن يذهبوا بها إلى إحدى الشيوخ ليقرأ عليها ويتمكن بأذن الله من علاجها.وفعلاً ذهبوا بها إلى إحدى الشيوخ وأبلغوه بما حدث لها بالتفصيل وبما قاله ذلك الجن على لسانها.فأخبرهم الشيخ :نعم هذا المس الذي حدث لأبنتكم لا يحدث مع أي انسان وهو نادر جداً ومن الصعب جداً إخراجه ولكنه نصحهم بأن ينتقلوا من قريتهم ويبحثون عن قريه بعيدة ومنزل جديد ربما لا يجدها فينساها وأمرهم الشيخ بأن يهتموا بها وأن يعزلوها عن الناس ويراعوا حالتها ويقرأوا القرأن عليها بإستمرار ، وفعلاُ انتقلوا لى قريه اخرى وسكنوا في منزل جديد كما قال لهم الشيخ وظلوا فيه حتى وقتنا الحالي وقبل فتره ليست بالبعيدة وقع حادث الاختفاء الثاني الطويل.
يتحدث أبوها في لقاء خاص مع إحدى المنتديات عن حالة ابنته فيقول :"بدأت حالة الفتاة من سن تسع سنوات وهي تدرس في الصف الرابع الابتدائي حيث أصيبت ( بمس من الجان ) وبدأت حالة البنت الصحية والنفسية تسوء حالا ، وذهبت بها إلى عدد من المشايخ والقراء ولكن دون جدوى ، حيث كان الجان يهددنا ناطقا على لسانها بأنه سوف يقتلها أو يخطفها ويختفي بها في أماكن بعيدة وبدأنا نخاف ونحاول مهادنة الأمور مع هذا الجان وندعو الله أن يرفع عنها البلاء ، وحدث وأن نفذ الجان ما كان ينوي به حيث هددنا بأننا لو أستمر ينا في عملية القراءة عليها فسوف يختفي بها ، وعندما وصلت البنت إلى سن العاشرة اختفى بها لمدة تجاوزت ( 12 ) ساعة ثم عاد بها ، بدأنا نكثف من القراءة عليها بغية الشفاء لها ولكن عاد ليهددنا من جديد ، وبدأت حالة البنت تسوء صحيا وتوقفت عن الدراسة في السنة الخامسة الابتدائي وحاولنا أن نركز عليها أكثر وأن لا نخرج بها من البيت ودائما وهي بجوارنا وأما نظرنا لكن حالة البنت تغيرت وبدأت تخرج عليها علامات سوداوية في جسدها ويتغير لونها من الأبيض الفاتح إلى نوعا من السمار مع نوبات من الصرع المستمرة وبدأت وضعف الجسم ، ولكني لم أشعر باليأس حيث بدأت أسافر بها من مدينة إلى مدينة بحثا عن القراء والحافظون لكتاب الله الكريم .
ظروف الاختفاء الطويل
استمر ذلك الاختفاء لمدة عام وثمانية أشهر ، حيث جاءت (زهور) توقظ أباها وهي مرتديه عبائه فقط ففتح عيناه ونظر إليها وهو في شدة التعب وكأنه سمعها تقول : "أبي سوف أذهب إلى اليمن الوداع" ،واختفت زهور في لمحة بصر ، فأغمض الأب عيناه ونام وكأنه بحلم وفي اليوم التالي لم يجدوا لزهور أثر، بحثو عنها ولم يجدوها أبلغوا الأب ولم يصدق فتذكر ما قالت له زهور بالأمس فأيقن أن الذي شاهده وسمعه لم يكن حلم بل حقيقه فجن جنونه ولم يتمالك الأهل أعصابهم وأصيبت الأم بحاله هستيريه وذهب الأب وهو يتحامل نفسه وأبلغ الجهات الأمنيه بقصة ابنته وانها المره الثانيه التي تخرج فيها من البيت فأصدرت التعليمات بالبحث عنها . سيارات الأمن في كل مكان بأمل إيجاد الفتاه ولكن دون جدوى. كان من بين مئات سيارات رجال الأمن سيارة أمن كان فيها أحد رجال الأمن بمفرده وكان متوقفاً ، في إحدى جبال الباحه فإذا به يشاهد فتاه واقفه بجانبه ترتدي عبائه سوداء وشعرها متطاير ووجهها لايكاد يرى فيه أي ملامح وقدميها لا تستطيع الوقوف عليهما لما فيهما من جروح وكأن من اعتدى على الفتاه جلس رجل الأمن مذهولاً مما تراه عيناه ولم يصدق مارآه وشاهد الفتاه تلهث تستعطفه وتترجاه بأن يعطيها شيئاً من الماء بأسرع وقت وهي تبكي فاندهش الرجل وسارع بتنفيذ طلبها ولكنه ما أن كأسة الماء بجانبه والتفت كي يعطيها الفتاه لم يجدها وكأنها خفست في باطن الأرض فنظر مذهولاً ليجدها أمامه على على عدة أمتار وصوتها يعلو من الصراخ وفجأه يشاهدها في مكان أبعد من الذي قبله لا تمشي على قدميها بل تطير في الهواء كأن أحداً يأخذها ويرميها في الطرف الأخر وهكذا حتى اختفت عن بصره تماماً فسقط الرجل مغماً عليه مما شاهده .فاشيعت قصة هذا الرجل والفتاة ولكن لم يصدق أحد وقالوا أنها قصه خرافيه واتهموه بالكذب .
مرت الأيام وأصبح سكان بعض المناطق يسمعون صراخ فتاه في الليل تكاد تمزق القلب من صراخها وبكائها وكأنها تتعذب عذاباً شديداً وتعودوا على أن يسمعونها كل يوم بل ويشاهدونها وتستغيث من يراها بالماء وبأسرع وقت ولكن لايستطيع الذي يراها أن يسقيها لأنها تختفي بسرعه . فأصاب الهلع والخوف والرعب سكان أهل الباحه وعلم الأمير بالقصة وجهز نصف مليون ريال سعودي لمن يستطيع الأمساك بها من المواطنين ، ولكن ما إن يشاهدها أحد إلى وتختفي وتظهر في مكان آخر . لم يستطع أحد الإمساك بها .والدتها اصيبت بالهستيريا تذهب كل يوم إلى الجبال معها مصحف شريف تقرأ وتبحث عن صغيرتها .شباب المنطقه يتجمعون يوميا للبحث عنها منهم من يراها ولكن لا يستطيع الأمساك بها ومنهم من يسمع صراخها وبكائها ولكن لايستطيع فعل شيء .. !!
كيف تم العثور على زهور ؟
يروي عبد الرحمن شقيق "زهور" تفاصيل ما حدث:"عند استيقاظي لاداء صلاة الفجر في منزلنا بسبت العلايا وجدت عند هاتفي سبع مكالمات فائتة.. اثارني الأمر وسارعت بالاتصال على الرقم ولم يرد أحد وبعد مضي نحو ساعة رن جرس هاتفي الجوال.. وكان على الطرف الآخر صوت امرأة سالتني: انت عبدالرحمن شقيق زهور؟! ولما اجبتها بنعم قالت «لكم عندما امانة.. تعال وخذها»!رقم هاتف في قصاصة يضيف عبدالرحمن.. وصفت صاحبة الصوت مكان منزلها في احدى قرى الباحة وفوراً قدت سيارتي الى اتجاه الباحة تسابقني ضربات قلبي وصلت المكان بسرعة جنونية فائقة ووجدت اختي زهور امامي وما ان رأتني ارتمت في احضاني ولم يكن الوقت مناسبا للتحدث معها.
يواصل عبدالرحمن: اخبرتني المرأة انها كانت وافراد عائلتها خارج المنزل وعند عودتهم ليل الثلاثاء وجدوا «زهور» مختبئة خلف شبك ملاصق للمنزل فأدخلوها الى الدار وسألوها عن اسمها وعرفتها الاسرة بانها «زهور الغائبة» ومن حسن حظها انها كانت تحمل ذات الحقيبة التي خرجت بها من منزلها لحظة الغياب وبها ورقة صغيرة فيها رقم هاتف شقيقها عبدالرحمن. «زهور» كما يقول شقيقها تتحدث مع الاسرة بصورة طبيعية وتدرك كل شيء الا ان وضعها الصحي تدهور ونحف جسدها ولكن حالتها النفسية جيدة.ويروي عبدالرحمن ان شقيقته اكدت للاسرة انها كانت تشعر بمن كان يطعمها في فترات غيابها ولا تعلم اين كانت، كانت تغيب عن الوعي ثم تعود لتجد نفسها في جبال واودية.