الانسان ذو حركة مستمرة في محيطه والكواكب السيارة سائرة في محيطها حتى نهاية المدار ، ولا يزال الكواكب سائرة ، والانسان تابع لها في المسير.
وحين نتكلم في علم الكواكب عن المتقابلات فهذا يعني اجتماع كوكب مقابل كوكب في السماء اجتماع نجم انسان بنجم انسان في الارض ، وهذا التقابل هو علم المتقابلات .
وحين نشرح أن فلاناً من الناس كوكبه عطارد وهو ممتزج بين السعد والنحس ، نعني بقولنا أن صاحب هذا الكوكب حينما يتقابل مع انسان مسعود يسعد ، وحينما يتقابل مع انسان منحوس ينحس . وهم اصحاب ابراج الجوزاء والعذراء .
وكنت اسمع مثلاً من جدتي تقول فيه ما أعنيه " صاحب بائع العطور تتعطر من رائحته ، وصاحب بائع الفحم تتلوث من شحاره " ، وكذلك " صاحب السعيد تسعد ، وصاحب الشقي تشقى " .
والتباعد يعني افتراق النجمين ، كافتراق الشخصين ، فإن انتحس الكوكب الأضعف من الكوكب الأقوى وهذا يحصل في جميع الأبراج ، حصل لصاحب هذا الكوكب ضيق ونحس ، وربما يحصل تصادم ويحصل تشاجر بين الطرفين ، وكذلك فهذا يحصل في متقابلات جميع الكواكب السيارة .
وحيث أن العلماء اكتشفوا سير الكواكب السماوية وأنشأت لذلك قواعد حسابية فعرفوا الشارق منها والغارب والوتد .. إلخ ، فقد اكتشفوا كذلك سير الكواكب الأرضية وهي الانسان ، وانشأ لذلك قواعد حسابية ، عرفوا بها متى يسعد الانسان ومتى ينحس ومتى يظهر ومتى يختفي ، كما يظهر القمر ويختفي ويتقلب على مدار الشهر ، ومتى يعلو ومتى يهبط ، كما قال الله تعالى : " والشمس والقمر بحسبان " .
وعلى كل حال فالحياة دائرة تدور بنا أو ندور بها ، مرسوم على محيطها الأعداد الكوكبية ، فكما واجه الانسان منها رقماً مع رقمه الخاص الذي يحمله تولد من ذلك انفعال خاص ناشئ من امتزاج الرقمين ، فمنهم من يسعد برقم ، ومنهم من يسعد بتاريخ ميلاده ، ومنهم من ينتحس برقم ... إلخ .
فقد استطاع علماء العدد أن يراقبوا سير الحوادث على مر حياة الانسان .