يبدو أن أمناء (حراس)بعض مباني المنارات القديمة التي ترشد السفن (LightHouses)
يرفضون مغادرتها رغم إنقضاء زمن طويل على وفاتهم!، فما هي إذن الخصائص التي تميز
تلك المباني عن سواها لكي تكون أفضل مكان لسكنى الجن أو أرواح الموتى ؟ ربما تكمن
الإجابة في كونها أماكن منعزلة ومهجورة مر عليها زمن طويل، وأيضاً ربما لأن حراس
المنارات غالباً ما يكرسون جل حياتهم للعمل فيها والعيش بقربها فتسكن أطيافهم
(أشباحهم) فيها ، وفيما يلي سرد لبعض تلك المنارات القديمة في الولايات المتحدة
الأمريكية (شاهد ألبوم الصور : منارات قديمة ومسكونة) والتي توصف بأنها مسكونة
بالأشباح وتنسج حولها الأساطير والقصص التي ربما كانت تملك جذوراً واقعية:
الموقع : ميناء سيبيكان - ولاية ماساتشوسيتس - تاريخ البناء : 1819
كان ويليام مور الذي يعرف باسم "بيلي" أول حارس لتلك المنارة عندما بنيت في عام
1890 ، يقول البعض أنه كان قرصاناً محكوماً عليه بالعمل داخل المنارة بينما يزعم
الآخرون أنه عوقب لسرقته مالاً من الجيش الأمريكي خلال حرب 1812 ، وبغض النظر عن
المزاعم التي تتناول نوايا الشر لديه ، كان بيلي يعيش مع زوجته سارة وكانت امراة
مستضعفة لأن عدداً من الأصدقاء يعتقدون أنها كانت تتعرض للضرب والعنف من قبل زوجها.
وفي أحد أيام عام 1832 رفع بيلي راية الخطر على الجزيرة لكي يلفت انتباه الناس
الذين يعيشون على البر المقابل ويبلغهم عن حادثة، وفعلاً عثر الناس على زوجته ميتة
في المنزل ،ادعى بيلي أنها ماتت بسبب مرض السل، ولكن آخرين اشتبهوا بأنها لقيت
مصرعها على يد زوجها، ثم اختفى بيلي من الجزيرة وحل مكانه حارس آخر زعم أنه شاهد
تجسد شبح لامرأة تبدو منكسرة أتت مقابل الباب حيث كانت تبسط كف يدها راجية، وعندما
انفتح الباب تلاشت واختفت ، قد يعود ذلك الشبح إلى سارة مور التي شوهدت آخر مرة في
عام 1982 من قبل اثنين من الصيادين المحليين حيث قالوا أنها روح باكية ما زالت
مفجوعة بمأساتها.
الموقع : مضيق تشيسابيك - ولاية ماريلاند - تاريخ البناء : 1830 ، 1883
يوصف ذلك المكان على أنه أقوى المنارات المسكونة رعباً في أمريكا بسبب ماضيه
البائس، حيث بنى جيش الإتحاد معسكر إعتقال مقابل المنارة خلال سنوات الحرب الأهلية،
كان المعسكر يعج بالمعتقلين وأصبح مكاناً لتفشي الأمراض وحالات الإكتئاب المزمنة
والموت ، وكانت قد سجلت العديد من العلامات التي تدل على أن المكان مسكون بالأشباح
منذ عام 1860 ، حيث أظهرت الأصوات المسجلة ضوضاء غريبة وأصواتاً ليست ناتجة عن
الأحياء، كما شوهد شبح أول حارس للمنارة كان يقف أعلى مدخل الدرج واسمه آن ديفيس ،
وأيضاً شوهدت أشباح أخرى في القبو. يقول بعض زوار المكان أن امرأة ترتدي ثياباً
تعود إلى القرن السابع عشر كانت تظهر لهم وتطلب منهم المساعدة في إيجاد قبر حبيبها
(كان القبر قد نقل منذ عقود عديدة)، وزعم البعض من الزوار أنهم رأوا أحد أفراد
المقاتلين في جيش الإتحاد حيث كان يحرس عتبات درج المنارة حتى مكان ضوء المنارة،
وفي حادثة أخرى دب الذعر في قلب زوار آخرين عندما رأوا جندياً كونفدرالياً(ينتمي
إلى القوات الكونفدرالية خصم القوات الإتحادية في الحرب الأهلية الأمريكية)خلف
سيارتهم عندما كانوا يمرون بجوار مقبرة لهم.